للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو الفتح: أي ليس مثلي من طلب أمراً، فرجع عنه غير ظافرٍ به، فلابد لي إذاً من بلوغ ما أطلبه.

قال الشيخ: مدح المادح تفسيره، والمعنى عندي مدح الممدوح، والرجل يقول: أمرني أهلي بالقعود وطيب النفس عن طلب العطاء،، فقلت: لا صدر للحرِّ إلا بعد مورد الممدوح، فإنه يُغني الكرام عن اللئام والأحرار عن العبيد، والحرُّ لا يهدأ إلا بعد أن يعزَّ بوروده ويستغني بجوده، فإن نفس الحرِّ لا تصبر على الذُّل والضُّر، كأنه ينظر إلى قول القائل:

فلا زلتَ تلقَى عن كريمٍ يدَ امرئٍ ... لئيمٍ وتُغني عن أخِ النَّقصِ فاضِلا

<<  <  ج: ص:  >  >>