قال أبو الفتح: أي كيف ترثي التي ترى كل جفنٍ رآها غير راقئٍ للبكاء من هجرها غير جفنها، فإنه لا يبكي لهجرها، لأنها لا تهجر نفسها، فغير الأولى منصوبة على الاستثناء، وغير الثانية منصوبة إلى الحال، إن جعلت رأيت من رؤية العين، وإن كانت من رؤية القلب، فهو منصوب لأنه مفعول ثانٍ لرأيت، ورأيت على هذا بمعنى علمت.
قال الشيخ: الصواب أن يقال: غير راقٍ من حبها لا من هجرها، إذ لا طمع للناس في
وصلها حتى يبكوا من هجرها، ولو قدرت على هجر نفسها، وهي في الأحياء وتنبأت لكان ذلك لها معجزة من معجزات الأنبياء.