(ليسَ قولي في شمسِ فعلِكَ كالشَّمْ ... سِ ولكنْ كالشَّمس في الإشراقِ)
قال أبو الفتح: جعل لفعله شمساً استعارةً لإضاءة أفعاله، أي: لا يبلغ قولي محل فعلك، ولكنه يدلُّ عليه ويحسِّنه كما يحسِّن الشَّمس إشراقها، وتقديره: ولكن قولي في فعلك كالإشراق في الشمس، إلى هذا ذهب، وقد سألته وقت قراءته.
قال الشيخ: كأنه فسر له، فنسي لبَّه، وذكر قشره، وبهذا التفسير يذهب كالشمس من البين، ولا يجوز أن يلغى بحالٍ، وقول أبي الفتح وتقديره: ولكن قولي في فعلك كالإشراق في الشمس فاسد من وجهين، أحدهما إلغاءٌ كالشمس من البين، والثاني أنه يحط قوله من شمس فعله، فيقول: أي لا يبلغ قولي محل فعلك، ثم يربي به على فعله من حيث جعله كالإشراق في الشمس، لأنه فائدة الشمس ومعناها، ألا ترى أنه إذا فارقها لم يبق منها إلا جرمٌ مظلمٌ موحش؟ وإذا كان فعل الممدوح ذلك الجرم المظلم. وقول المتنبي الإشراق فيه، فالقول أحسن من الفعل وأنفع وأجدى وأجمع وأعلى وأرفع. وعندي إنه يقول: ليس قولي في شمس فعلك كالشمس في الإضاءة والاشتهار، فإنه ساقط عن فعلك، وإن كان علياً، ولكنه مع هذا كالإشراق في الشمس الذي هو معناها