للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

باطن الفم، وهذا من

اختراعات المتنبي، ويجوز أيضاً أن يكون معناه: ويُشتاق إلى حصى أرضٍ، يكون بها قد يلَّ الناس لكثرة تقبيلهم إياه، فحدث في أسناهم يلل لاعتيادهم تقبيله.

قال الشيخ: المعنى هو الأخير، وليس الأول بشيء. معناه: ويُشتاق إلى حصى أرضٍ قد يلَّ الناس بها لكثرة التقبيل، والدليل عليه وعلى بطلان تفسير الأول قوله بعده:

إن لم تخالطه ضواحكُهم ... فلمن تُصانُ وتُذخَرُ القُبَلُ؟

(وإذا القُلوبُ أَبَتْ حكومتَهُ ... رَضِيَتْ بِحُكمِ سيوفهِ القُلَلُ)

قال أبو الفتح: يقول كأن الرؤوس لما صافحتها السيوف راضية بحكمها.

قال الشيخ: سبحان الله ما أبعده من معناه. الرجل يقول: إذا لم ترضَ القلوب بأمره وتلقته بالإباء قطعت رؤوسها لتطيعه وتنقاد له سائر الأعداء، وهذا قريب من قوله:

ومَن لم تعلِّمه لكَ الذُّلَّ نفسُه ... منَ النَّاسِ طُرّاً علَّمتهُ المناصلُ

<<  <  ج: ص:  >  >>