للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو الفتح: فحُولُها بفتح الفاء، على أن تكون فاء الجواب كما تقول: قد أكثرت من الجميل، فالناس كلهم شاكر لك، فتأتي بالفاء، لأن فعله الجميل هو الذي كان سبب الشُّكر، فكذلك هذه الوحش إنما تمنت أن يُتحفها بوالٍ لما سمعت من أخباره العجيبة لكان وجهاً، ويكون الحُولُ جمع حائل، وهي التي حالت فلم تحمل.

قال الشيخ:

واعجبي من خالدٍ كيف لا ... يُخطئُ فينا مرَّةً بالصَّواب؟

ليس يصفه بجميل الفعل بها، وليس يتمنى وحش نجد أن يتحفها بوالٍ لأخباره، وإنما يتمناه لتسلم

من أخطاره، ويدلُّك عليه قوله قبله وبعده، فأما قبله فقوله:

فوحشُ نجدٍ منهُ في بلبالِ ... يخفنَ في سلمى وفي قيالِ

نوافرُ الضِّبابِ والأورالِ ... والخاضباتُ الرُّبدِ والرِّئالِ

والظَّبيُ والخنساءُ والذَّيَّالِ

وأما بعده فقوله:

يَوَدُّ لو يتحفُها بوالِ ... يركبُها بالخُطمِ والرُّحَّالِ

يؤمنُها من هذهِ الأهوالِ ... ويُخمِسُ الغيثَ ولا يُبالي

وماءَ كلِّ مسبلٍ هطَّالِ

<<  <  ج: ص:  >  >>