قال أبو الفتح: سألته، فقلت له: أيُقال تكملة الشيء جميعه؟ فقال: هو جائز، لأنه بالجميع يكمل، وليس ما قال ببعيد. وقال: أردت بعقيبه: الشيب، لأنه يتلوه، يعني الهرم، والهاء في (وقادمه) عائدة على اللون يعني السَّواد والبياض.
قال الشيخ: هذا كلام مختلط لفظاً ومعنى، وأظنه سمع منه كما قاله على تنقيح وتهذيب وحسن ترتيب فلم يحفظه. والدليل عليه أن الشيب لا يتلو الصِّبا حتى يكون عقيبه، فإن الشباب واسطة بين الصِّبا والشيب، وما أعرف لقوله: لأنه يتلوه يعني الهرم معنى وما بعده، وقوله: الهاء عائده على اللون صحيح، فأما قوله يعني السَّواد والبياض نمط قبيح من حيث خلط هذا بذلك حتى اختلطا فشمطا، ولم يجد ترتيباً. والمعنى كمال العيش الصِّبا وعقيبه أي الحظُّ وشرخ الشباب،