للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(ويستكبرونَ الدَّهرَ والدَّهرُ دونَه ... ويَستعظمونَ الموتَ والموتُ خادمُهْ)

قال أبو الفتح: أي إذا أراد قتل عدوٍّ قتله، فكأن الموت يُطيعه.

قال الشيخ: هذا التفسير فاسد بقوله قبله، فإنه إذا كان قاتل فأبة خدمة للموت فيه؟ والمعنى إنه يخدمه الموت في المعارك بمساعدة جيشه على أعدائه فينفيهم، وإذا أراد قتل عدو سبقه به الموت فكفاه شغله كقوله:

تغدو المنايا فلا تنفكُّ واقفةً ... . . . . . . . . . . . . . . .

وكقوله:

إذا فاتوا الرِّماحَ تناولتهم ... . . . . . . . . . . . . . . .

وكقوله:

ودَى ما جنى قبلَ المبيتِ بنفسهِ ... ولم يدهِ بالجاملِ العَكَنانِ

ولم يدرِ أنَّ الموتَ فوقَ شَواتهِ ... معاُ جناحٍ محسنِ الطَّيرانِ

وقوله:

فمالكَ تُعنى بالأسنَّةِ والقنا ... وجدُّك طعَّانٌ بغيرِ سنانِ؟

<<  <  ج: ص:  >  >>