للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولم تزل قِلَّةُ الإنصافِ قاطعةً ... بينَ الرِّجالِ وإن كانوا ذوي رحِمِ

فلا زيارةَ إلاَّ أن تزورَهمْ ... أيدٍ نشأنَ معَ المصقولةِ الخُذُمِ

من كلِّ قاضيةٍ بالموتِ شفرتُه ... ما بين منتقَمٍ منه ومنتقِمِ

ثم قال: صُنَّا قوائمها عنهم بترك محاربتهم لعوائق تعوق وعوادٍ تعدو، فما وقعت قوائمها مواقع اللُّؤم والكزم من أيديهم في حربنا وقتالنا، فإنهم جبناء في القتال لؤماء في الأحساب بخلاء بالنوال، فما يقع في أيديهم مواقع اللُّؤم والكزم، والعوادي التي تعدو عن قتالهم قلَّة موافقة الزمان وكثرة خلاف الإخوان وعوز مساعدة الأنصار والأعوان كقوله:

وحيدٌ منَ الخُلاَّنِ في كُلِّ بلدةٍ ... إذا عَظُمَ المطلوبُ قلَّ المُساعِدُ

ويدلُّك عليه قوله:

(هوِّنْ على بصرٍ ما شقَّ منظرُهُ ... فإنَّما يقظاتُ العينِ كالحُلُمِ)

قال أبو الفتح: شقَّ بصر الميت شقوقاً، فمعنى البيت: هوِّن على بصرك شقوقه

<<  <  ج: ص:  >  >>