للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فتركته أفسد وأسمج من الأول، لأن ضد الشُّكر الشِّكاية وضد الثناء الهجاء، ولا يُقال الممدوح: لم أتعرَّض لشكايتك وهجائك لئلا يبلغك، ولو لم أترك هجاءك إلا تخوُّفك لتركته، هذا ليس بكلام المكلَّفين، وهذا البيت يتعلَّق بقصة بينهما، لم أسمعها، ولا أعرف معناه لاشتباه قصته على غيره. أن هذا التفسير ليس بشيء.

وقال في قصيدة أولها:

(أفاضلُ النَّاسِ أغراضٌ لذا الزَّمَنِ ... . . . . . . . . . . . . . . .)

(يستخبرونَ فلا أُعطيهمُ خبرَي ... ولا يطيشُ لهم سهمٌ منَ الظِّنَنِ)

قال أبو الفتح: مثل أول هذا البيت قول الرَّاجز:

وخبرٍ عن صاحبٍ لويتُ ... وقلتُ: لا أدري وقد درَيتُ

يقول: سترت عنهم أمري مع ما فيهم من الذَّكاء والفطنة. يعظم بها قدر مطلبه ومرامه.

<<  <  ج: ص:  >  >>