للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي أمثالها صفة لصاحبها بالجلد وقوة النفس وبُعد الهمة وشدة العزم والصبر والاحتمال للسفر وقلة النوم، وبمثلها يمدح الملوك، كما يقول:

وأنتَ مَع اللهِ في جانبٍ ... قليلُ الرَّقادِ كثيرُ التَّعّب

وكما يقول:

فبتَّ ليالياً لا نومَ فيها ... تَخُبُّ بكَ المسوَّمةُ العِرابُ

في نظائر لها كثيرة وبلغني أنه قيل لأبي مسلم: لم لا تنام؟ فقال: كيف أنام ومعي رأي جوال وعزم صليب ونفس تتوق إلى المعالي؟ ويدلُّك على صحة قوله بعده:

حتَّى وصلتُ إلى نفسٍ محجَّبةٍ ... . . . . . . . . . . . . . . .

أي: مازال ذلك دأبي حتى وصلت إليه.

(حتَّى وصلتُ إلى نفسٍ محجَّبةٍ ... تلقَى النُّفوسَ بفضْلٍ غيرِ مَحجوبِ)

قال أبو الفتح: هذا كقول أبي تمام:

ليسَ الحجابُ بمقصٍ عنكَ لي أمَلاً ... إنَّ السَّماَء تُرجَّى حينَ تحتجِبُ

<<  <  ج: ص:  >  >>