وما ربَّةُ القُرطِ المليحِ مكانُه ... بأجزعَ من ربِّ الحسامِ المصمِّمِ
فلو كانَ ما بي من حبيبٍ مقنَّعٍ ... عذرتُ ولكن من حبيبٍ مُعمَّمِ
ومعناه أغالب شوقي إليه وأدفعه، وهو أغلب وأقهر لي مني له، وله اليد والقوة والغلبة عليَّ، وأعجبُ من الهجر الواقع بيننا والوصل أعجب، أي: كيف عييت وشقيت بفراق مثلك والوصل الواقع بيننا أعجب من الهجر؟ أي: كيف وصلت إلى خدمتك مع نكادة الدهر فيها وشُح الزمان عليها وسقوط بختي دونها ومماطلة أيامي بمثلها وضنها عليَّ بظلها، مضايقتها إياي بمحلها، فوصولي إليها أعجب من سقوطي عنها؟ كما قال غيره:
عجبتُ منَ الزَّمانِ ونُصحِهِ لي ... بِقَصدِكَ وهو خوَّانٌ مُريبُ