للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعندي يقول: إذا وددتني فالمال كان أو لم يكن سهل، فإن جميع ما على وجه الأرض فانٍ غير باقٍ، فخدمتي إياك على ودك لي تكفيني وداً، أحسن ما هده لو أن كرماً وفضلاً استفزه، وحقر في عينيه الدنيا وبصره الخاتمة والعقبى لو احتقر وأبصر وما أليق ما قيل بهما:

لقدْ أسمعتَ لو ناديتّ حيّاً ... ولكن لا حياةَ لمن تُنادي

وقال في قصيدة أولها:

(ما أنصفَ القومُ ضَبَّهْ ... . . . . . . . . . . . . . . .)

(وإنْ عرفتَ مُرادي ... تكشَّفتْ عنكَ كُربَهْ)

قال أبو الفتح: أي أنت مع ما أوضحته من هجائك، وأزلت عنه الستر غير عارف به لجهلك، فأنت لاستتاره عنك في كربة، لا تدري أمديح هو أم هجاء؟ فإذا عرفت أنه هجاء

زالت عنك كربة معرفتك إياه، ثم لا تُبالي بالهجو بعد لسقوطك.

<<  <  ج: ص:  >  >>