للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الامة الفقيرة، وانما اكتفوا برقابتهم السياسية عليها، وباماراتهم التي أنشأوها على ثغور هذه الجزيرة الواسعة ولهواتها (١).

هكذا كانت هذه الامة التي ما كانت لتمثل دورا مدهشا في تاريخ العالم عن قريب، كانت أمة بدوية موهوبة - ولكن واهب ضائعة - لا يرفع الناس بأفرادها في العراق والشام ومصر رأسا، اذا مروا بهم تجارا أو ممتارين (٢)، ولا يحسبون لهم حسابا، ولا يهمهم شأنهم الا ما يهم أهل المدن شأن الأعراب المستغربين في اللباس، والصورة واللسان، ولا يذكرونهم - اذا ذكروهم - الا بذلاقة لسانهم، وفصاحة منطقهم، وشجاعتهم، وجودة خيلهم، ووفائهم، الى غير ذلك مما قد تعرفه الامم المتمدنة عن الامم البدوية.

[آراء رجال ذلك العصر في العرب]

واذا أردت أن تعرف منزلة العرب عند أهل العالم، قبل الاسلام، والنظرة التي كان ينظر اليهم بها جيرانهم في الشرق والشمال (٣)، فاستعرض الآراء التي أبداها


(١) لهواتها: أطرافها البعيدة.
(٢) الممتار: من يجلب الميرة وهي الطعام.
(٣) كان جيران العرب في الشرق الفرس وجيرانهم في الشمال الرومان.

<<  <   >  >>