للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجيش بغي أو ذنوب تغلب الحسنات فقال له سلمان: "ان الاسلام جديد، ذللت لهم - والله - البحور كما ذلل لهم البر. أما والذي نفس سلمان بيده ليخرجن منه أفواجا كما دخلوا أفواجا، فخرجوا منه كما قال سلمان: لم يغرق منهم أحد ولم يفقدوا شيئا (١).

[قول عبد الله بن رواحة رضي الله عنه]

بعثت هذه العقيدة والنفسية طمأنينة في أنفسهم، وسكينة في قلوبهم، وشجاعة خارقة للعادة، واستهانة بالعدد والعُدد، وعدم عبادة للمادة، وعدم اتخاذ الاسباب أربابا، وعرفوا أنهم يقاتلون بقوة الدين، ويظفرون ويغلبون ببركة الاسلام، فكانوا شديدي الاحتفاظ، كثيري الاعتداد بها، يتمثل ذلك فيما قال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه، روى يونس بن اسحاق: أن المسلمين بلغهم أن هرقل نزل بمآب في مائة ألف من الروم ومائة ألف من المستعربة (٢) - والمسلمون لا يزيدون على ثلاثة آلاف - فلما بلغ ذلك المسلمين، أقاموا على معان ليلتين ينظرون في أمرهم، وقالوا نكتب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم نخبره بعدد عدونا، فاما أن يمدنا بالرجال، واما أن يأمرنا فنمضي له، قال: فشجع


(١) البداية والنهاية (ج ٧ ص ٦٥).
(٢) المستعربة: العرب التي اعتنقت النصرانية.

<<  <   >  >>