للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والفرس، فمن ذلك ما روي ابن كثير أن هرقل لما انتهى اليه خبر زحف المسلمين قال لأهل الشام:

"ويحكم أن هؤلاء أهل دين جديد وأنهم لا قبل لأحد بهم، فأطيعوني وصالحوهم بما تصالحونهم على نصف خراج الشام، وبيقى لكم جبال الروم وان أنتم أبيتم ذلك أخذوا منكم الشام وضيقوا عليكم جبال الروم (١) ".

أما عقيدة المسلمين أنهم مبعوثون الى الأمم موكلون باخراج الناس الى عبادة الله وحده، وأن الله متولي نصرهم ضامن بظفرهم، فستلمحه وتلمسه في كل مكان يصدر من المسلمين من كلام وفعال، ومن ثقتهم وسكينة قلوبهم.

[قول أبي بكر وعمر رضي الله عنهما]

ومن ذلك ما روي أن الأمراء في اليرموك لما كتبوا الى أبي بكر وعمر، يعلمونهما بما وقع من الأمر العظيم، وما يقابلونه من خطر داهم وعدد لا قبل لهم به، كتب اليهم: أن اجتمعوا، وكونوا جندا واحدا، وألقوا جنود المشركين، فأنتم أنصار الله، والله ناصر من نصره، وخاذل من كفره، ولن يؤتى مثلكم من قلة، ولكن من تلقاء الذنوب، فاحترسوا منها (٢).


(١) البداية والنهاية (ج ٧ ص ٥).
(٢) البداية والنهاية (ج ٧ ص ٥).

<<  <   >  >>