للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القصير جيوش الرومان والفرس، الذين كانوا يفوقونهم مرارا في الأعداد والعتاد، وكانوا يقاتلونهم وهم كتائب منظمة (١) ".

[مسألة تفوق العرب في النظام الحربي]

ومما قيل في تعليل غلبة المسلمين، أن العرب كانوا فائقين في نظامهم الحربي على الروم والفرس في ذلك العصر، وكانت كتائبهم أحسن تنظيما وتدريبا، وأفضل نظاما عسكريا، وأكثر انقيادا لأمرائها وقوادها من العساكر الرومية والفارسية، وأن الفضل في انتصار العرب مع قلتهم وانكسار الروم والفرس رغم كثرتهم، يرجع الى مراس العرب للقتال وضراوتهم بالحروب، وولوعهم بالغزو والنهب، نشأتهم الجاهلية الأولى النشأة الحربية المحضة.

هذا الكلام يشبه أن يكون وجيها وأكثر صوابا من التعليلات السابقة.

ولكنك إذا انتقدته كباحث ومؤرخ وجدته مغالطة كبيرة يغالط بها الكتاب الأوربيون ويتعللون بها، وقد يفهمون وقد لا يفهمون.

وقد ثبت في تواريخ القرون الوسطى أن الروم - وكذا


(١) حاضر العالم الاسلامي حواشي الأمير شكيب أرسلان (ج ١ ص ٣٩).

<<  <   >  >>