للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومائة ألف، وأكثر ما ذكر عن المسلمين أنهم كانوا أربعة وعشرين ألفا. كذلك كانت النسبة بعيدة في وقعة القادسية، وهي أختها في العراق والنتيجة معلومة، "وما يوم حليمة بسر" (١).

وقد اعترف بقلة المسلمين ووفرة جنود الروم والفرس المؤرخون جميعا، ولم يعللوا الفتح الاسلامي الغريب في التاريخ بكثرة عدد مقاتلة المسلمين، جاء في الفصل الرابع للأستاذين "غودفروا دمونبين" و "بلانونوف":

"ان العرب الذين أفاضوا من الجزيرة لفتح الامصار لم يكونوا عصائب لا تحصى ولا تعد، تدفقت على الشرق المتمدن، فقد أحصى مؤرخوا العرب الجيش الأول للمسلمين في اليرموك بثلاثة آلاف، ثم أرسل اليهم الخليفة بنجدة أبلغتهم ٧٥٠٠ مقاتل، وأخيرا تتام عددهم ٣٤ ألفا، وأما عدد الروم فقال العرب: انه كان مائة ألف، وقيل ١٣٠ ألفا وقيل ٢٠٠ ألف مقاتل، ولم يزده مؤرخو بيزنطية على ٤٠ ألفا وعلى كل حال كان العدد الأكبر لأعداء العرب، وهكذا في حروب فارس (٢) ".

ومعلوم أن جزيرة العرب قليلة العمران بالنسبة الى مساحتها واتساع رقعتها، معظمها صحراء، ورمال وعثاء، وأرض قاحلة جرداء، أما البلاد التي زحف عليها المسلمون ورموا فيها بأنفسهم، فهي من


(١) يوم حليمة: هو يوم من أشهر أيام العرب في الجاهلية، وهذا المثل يضرب في كل أمر متعالم مشهور.
(٢) حاضر العالم الاسلامي حواشي الأمير شكيب أرسلان (ج ١ ص ٣٩).

<<  <   >  >>