عمل مفتشاً في مديرية المتاحف والآثار في دمشق، ثم مفتشاً في الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش .. إلى أن استقال في عام ١٩٧١م وتفرغ كلياً لعمله الإسلامي، وللكتابة والتأليف والنشر .. وهو عضو في اتحاد الكتّاب العرب.
ثالثاً: لمحة عن بعض جوانب شخصيته:
عُرف عنه ثقافته الواسعة جداً، وسعة أفقه، واتزانه الآسر، والتزامه الصارم بدينه .. حازم إلى أبعد الحدود عندما يقتضي الأمر، مرِح لطيف حنون عطوف في المواطن التي تتطلب ذلك، يمتلك قوةً في الشخصية تجعله مهاباً ومؤثراً في كل من حوله، قوي الحجة وعلمي التفكير .. شجاع لا يهاب إلا الله سبحانه وتعالى، ويبذل كل ما بوسعه في سبيل إرضائه دون خوف أو وجل من أي مخلوق، ويسير إلى أهدافه بخطىً ثابتة، وفِكر متّقد، ونضوج ووضوح كبيرين، ونظرة ثاقبة تستفيد من الماضي وتستشف آفاق المستقبل، يعرف عدوّه جيداً، ويمتلك حساسية فائقة تجاهه، وقدرة كبيرة على تحليل واستنتاج خطواته وما وراءها، ومن ثم وضع الحلول الناجعة لمجابهتها .. كما يمتلك درجةً عاليةً من الذكاء، وهمّةً عظيمةً في عمله الدؤوب المستمر، وليس هناك شيء اسمه مستحيل حسب مفهومه، فكل شيءٍ ممكنٌ بالجهد والعمل والتفكير السوي .. اجتماعي إلى أبعد الحدود، ولا يملك من يتعرف عليه إلا أن يحترمه ويجلّه ويحبه، وهو دائماً يمد يد العون والمساعدة بشتى أنواعها إلى من يحتاجها، بسيط في معيشته، كريم في طبعه .. بارّ بوالديه .. يحمل في رأسه كل هموم العالم الإسلامي، يستبشر بالإيجابيات، ويحزن للسلبيات .. قال عن نفسه ذات يوم: إنه بكى في حياته ثلاث مرات: مرة بعد حرب حزيران ٦٧ عندما سيطر اليهود على أجزاء كبيرةٍ وهامةٍ من أراضي المسلمين وأهمها القدس الشريف، وأخرى: بعد دخول الجيش السوفياتي الشيوعي إلى أفغانستان وارتكابه أبشع الفظائع بحق المسلمين الأفغان عام ٧٩ .. وثالثة: عندما لم يستطع المسلمون في سورية أن يتّحدوا ضد الحكم البعثي الظالم، فعمّت الفوضى، واختلط الحابل بالنابل، وأصبح كلٌ يغني على ليلاه .. فكانت مقدمات الخراب والفشل تلوح له قبل اعتقاله عام ١٩٨٠م، وكان قد حذّر من هذه النتائج المؤسفة كثيراً ..