للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

استباحت الأمة كلها، هدمت المساجد، أو حولتها إلى كنائس، ثم أحرقت مكتبات المسلمين .. ثم أحرقت الشعوب نفسها.

لنقرأ ما كتبه كتّابهم أنفسهم حول ما فعلوه أو يفعلونه بالمسلمين، ولن نستعرض هنا إلا بعض النماذج فقط .. من أنحاء مختلفة من عالمنا الإسلامي المستباح:

١ - فِي الأَنْدَلُسِ:

تقول الدكتورة سيجريد هونكه:

«فِي ٢ يَنَايِرْ ١٤٩٢ م رَفَعَ الكَارْدِينَالْ (دَبِيدَرْ) الصَّلِيبَ عَلَى الحَمْرَاءِ، القَلْعَةَ المَلَكِيَّةَ لِلأُسْرَةِ النَّاصِرِيَّةَ، فَكَانَ إِعْلاَنًا بِانْتِهَاءِ حُكْمِ المُسْلِمِينَ عَلَى أَسْبَانِيَا».

وبانتهاء هذا الحكم ضاعت تلك الحضارة العظيمة التي بسطت سلطانها على أوروبا طوال العصور الوسطى، وقد احترمت المسيحية المنتصرة اتفاقاتها مع المسلمين لفترة وجيزة، ثم باشرت عملية القضاء على المسلمين وحضارتهم وثقافتهم.

لقد حُرِّمَ الإِسْلاَمُ على المسلمين، وفرض عليهم تركه، كما حُرِّمَ عليهم استخدام اللغةَ العربية، والأسماء العربية، وارتداء اللباس العربي، ومن يخالف ذلك كَانَ يُحْرَقُ حَيًّا بعد أن يُعَذَّبَ أشد العذاب. (٢)


(٢) " القومية ": ص ١٧٤.

<<  <   >  >>