للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سادساً: اعتقاله:

اعتقل مرتين في حياته: الأولى عام ١٩٦٤م، في أحداث الجامع الأموي بدمشق، عندما كان أمين الحافظ رئيساً للجمهورية العربية السورية، حيث شُنّت حملة اعتقالاتٍ واسعةٍ طالت الكثيرين من الشباب المسلم .. وفيها عانى (عبد الودود) من تعذيبٍ جسديٍ ونفسيٍ شديدَيْن، وخرج من سجن المزّة بدمشق بعد عدة أشهر وقد كُسرت إحدى أضلاع صدره .. وكتب عن هذه الأحداث وعن فترة السجن هذه كتاباتٍ مثيرةً في أحد جوانب مذكراته التي لم تُنشر .. أما الاعتقال الثاني: فكان في ٣١ آذار من عام ١٩٨٠م صبيحة يوم الاثنين .. وهو يوم الإضراب العام في سورية تضامناً مع نقابة المحامين، حيث اتّهم بالتنظيم، وبالعمل على إسقاط نظام الحكم، وبالفكر المعادي للسلطة وللحزب (حزب البعث) وباستغلال كونه عضواً في اتحاد الكتّاب العرب في دمشق للتحريض على الحكم ..

وبعد أشهرٍ عدّةٍ من اعتقاله في سجن الشيخ حسن بدمشق، نُقل إلى سجن تدمر بعد إدخاله مستشفى المواساة مرتين نتيجة التعذيب .. وانقطعت أخباره منذ ذلك الحين وحتى اليوم .. فرَّج الله عنه إن كان حياً، ورحمه واحتسبه شهيداً عنده إن كان غير ذلك .. إنه سميع قريب مجيب .. (*)

(وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (آل عمران:١٦٩) (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) (العنكبوت:٢ و٣).

-صدق الله العظيم-


وفاته
(*) أقول (أحد منسقي الكتاب للشاملة): أرخ د نزار أباظة [في كتابه (علماء دمشق وأعيانها في القرن الخامس عشر الهجري)] وفاة المؤلف في (١٤٠٣هـ = ١٩٣٨ - ١٩٨٣م)، رحمه الله تعالى

<<  <   >  >>