للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكنهم لا ينسون أن يعطوا هذه الشعوب فترات راحة حتى لا تتفجر.

يقول هانوتو وزير خارجية فرنسا:

«إِنَّ الخَطَرَ لاَ يَزَالُ مَوْجُودًا فِي أَفْكَارِ المَقْهُورِينَ الذِينَ أَتْعَبَتْهُمْ النَّكَبَاتُ التِي أَنْزَلْنَاهَا بِهِمْ، لَكِنَّهَا لَمْ تُثَبِّطْ مِنْ عَزَائِمِهِمْ» (٥٧).

ثَامِنًا: إِبْعَادُ المُسْلِمِينَ عَنْ تَحْصِيلِ القُوَّةِ الصِّنَاعِيَّةِ وَمُحَاوَلَةِ إِبْقَائِهِمْ مُسْتَهْلِكِينَ لِسِلَعِ الغَرْبِ:

يقول أحد المسؤولين في وزارة الخارجية الفرنسية عام ١٩٥٢: «إِنَّ الخَطَرَ الحَقِيقِيَّ الذِي يُهَدِّدُنَا تَهْدِيدًا مُبَاشِرًا عَنِيفًا هُوَ الخَطَرُ الإِسْلاَمِيُّ ... » (ويتابع):

«فَلْنُعْطِ هَذَا العَالَمَ مَا يَشَاءُ، وَلِنُقَوِّ فِي نَفْسِهِ عَدَمَ الرَّغْبَةِ فِي الاِنْتَاجِ الصِّنَاعِيَّ وَالفَنِّيَّ، فَإِذَا عَجَزْنَا عَنْ تَحْقِيقِ هَذِهِ الخِطَّةِ، وَتَحَرَّرَ العِمْلاَقُ مِنْ عُقْدَةِ عَجْزِهِ الفَنِّيِّ وَالصِّنَاعِيِّ، أَصْبَحَ خَطَرَ العَالَمَ العَرَبِيَّ وَمَا وَرَاءَهُ مِنَ الطَّاقَاتِ الإِسْلاَمِيَّةِ الضَّخْمَةِ، خَطَرًا دَاهِمًا يَنْتَهِي بِهِ الغَرْبُ، وَيَنْتَهِي مَعَهُ دَوْرُهُ القِيَادِيَّ فِي العَالَمِ» (٥٨).


(٥٧) " الفكر الإسلامي وصلته بالاستعمار الغربي ": ص ١٩.
(٥٨) " جند الله ": ص ٢٢.

<<  <   >  >>