للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عَنْ غَيْرِهِمْ مِنَ المُقَاتِلِينَ النِّظَامِيِّينَ، يَخْتَلِفُونَ تَمَامًا، فَالقِتَالُ عِنْدَهُمْ لَيْسَ وَظِيفَةً يُمَارِسُونَهَا وِفْقَ الأَوَامِرِ الصَّادِرَةِ إِلَيْهِمْ، بَلْ هُوَ هِوَايَةٌ يَنْدَفِعُونَ إِلَيْهَا بِحَمَاسٍ وَشَغَفٍ جُنُونِيٍّ، وَهُمْ فِي ذَلِكَ يُشْبِهُونَ جُنُودَنَا الذِينَ يُقَاتِلُونَ عَنْ عَقِيدَةٍ رَاسِخَةٍ لِحِمَايَةِ إِسْرَائِيلَ.

ولكن هناك فارقًا عظيمًا بَيْنَ جُنُودِنَا وَهَؤُلاَءِ المُتَطَوِّعِينَ المُسْلِمِينَ. إِنَّ جُنُودَنَا يُقَاتِلُونَ لِتَأْسِيسِ وَطَنٍ يَعِيشُونَ فِيهِ، أَمَّا الجُنُودُ المُتَطَوِّعُونَ مِنَ المُسْلِمِينَ فَهُمْ يُقَاتِلُونَ لِيَمُوتُوا، إِنَّهُمْ يَطْلُبُونَ المَوْتَ بِشَغَفٍ أَقْرَبَ إِلَى الجُنُونِ، وَيَنْدَفِعُونَ إِلَيْهِ كَأَنَّهُمْ الشَّيَاطِينُ، إِنَّ الهُجُومَ عَلَى أَمْثَالِ هَؤُلاَءِ مُخَاطَرَةٌ كَبِيرَةٌ، يُشْبِهُ الهُجُومَ عَلَى غَابَةٍ مَمْلُوءَةٍ بِالوُحُوشِ، وَنَحْنُ لاَ نُحِبُّ مِثْلَ هَذِهِ المُغَامَرَةِ المُخِيفَةِ، ثُمَّ إِنَّ الهُجُومَ عَلَيْهِمْ قَدْ يُثِيرُ عَلَيْنَا المَنَاطِقَ الأُخْرَى فَيَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِمْ، فَيُفْسِدُوا عَلَيْنَا كُلَّ شَيْءٍ، وَيَتَحَقَّقُ لَهُمْ مَا يُرِيدُونَ».

دهش الضابط المصرى لإجابة القائد الإسرئيلي، لكنه تابع سؤاله ليعرف منه السبب الحقيقي الذي يخيف اليهود من هؤلاء المتطوعين المسلمين.

قال له: «قُلْ لِي بِرَأْيِكَ الصَّرِيحِ، مَا الذِي أَصَابَ

<<  <   >  >>