[دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الشام بالبركة]
سادساً: دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الشام بالبركة، وأنتم تعلمون أن دعاء النبي مجاب، ولا ينازع في ذلك أحد، فالنبي دعا لأهل الشام، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:(اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: يا رسول الله! ونجدنا؟ -أي: العراق- قال: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: يا رسول الله! وفي نجدنا؟ فقال في الثالثة: هناك الزلازل والفتن، ومنها يطلع قرن الشيطان)، وأنتم تعلمون أن أرض العراق إنما هي أرض الفتن، هذه الأرض التي هي أرض صدام امتلكها من الله عز وجل، وقد سمى صدام نفسه بتسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل النار، نعم هذا صدام حسين الذي لا يستحي من خالقه وربه، وإذا كان قرن الشيطان متعدداً فربما يكون صدام هو قرن الشيطان في هذا الزمان، لكن على أية حال نحن نؤمن أن قرن الشيطان يكون في آخر الزمان.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهماً قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: (اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا، مرتين أو ثلاثاً، فقال رجل: وفي مشرقنا يا رسول الله؟! فقال النبي: من هناك يطلع قرن الشيطان، وبه تسعة أعشار الشر)، وعن عبد الله بن عمر في تمام الرواية:(فقال رجل: وفي العراق؟ فسكت عليه الصلاة والسلام، ثم أعاد الرجل: وفي عراقنا؟ فسكت، ثم قال: اللهم بارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في مدنا وصاعنا، اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم اجعل مع البركة بركة -يعني: مع البركة بركة أخرى- والذي نفسي بيده! ما من المدينة شعب ولا نقب إلا وعليه ملكان يحرسانها حتى تقدموا عليها)، وذكر الحديث طويلاً، فهنيئاً لمن تعلق نسبه بالمصطفى عليه الصلاة والسلام، وتعلقت أسبابه بأسبابه، فالأسباب كلها منقطعة إلا سبباً واحداً وهو التعلق بالله تعالى ورسوله الكريم عليه الصلاة والسلام.