وهنا ممكن الإشارة إلى أن الأصل في صحن الكعبة أنه للطائفين لأنهم قدموا في الآية:{وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}[الحج:٢٦]، فإذا ازدحمت، ازدحم الأمران، إما يكون للطائفين أو للمصلين، فنؤخر المصلين ونبقي الطائفين.
فمن الخطأ أن يأتي أقوام ويحولوا بين الناس وبين الكعبة بالجلوس ينتظرون الصلاة.
وهذا نداء أيضاً للمسئولين في رئاسة الحرم، أن يهتموا بمسألة إقامة الدروس في صحن الكعبة، الحقيقة أن إقامة هذه الدروس لا شك في نفعها وخيرها، لكن ينبغي أن يقدم مصلحة الطائفين، لأننا نلحظ أن الدروس في العشر الأواخر من رمضان بالذات تؤذي الطائفين، بل تعيق الطائفين والحق الأول لهم، فإذا قدم الطائفون على المصلين فمن باب أولى أن يقدموا على من يستمعون الدرس.
الملقي: هل الأثر الموجود في الصخرة لم يمسه أي تغيير.
الشيخ: لقد تغير كثيراً، وقد نبه إلى هذا بعض الحفاظ من شراح الأحاديث، وقالوا: إن كثرة استلام الناس له، وتبركهم به على مر الأزمنة أذهب كثيراً من المعالم منه.
الملقي: يتوقع أن قدم إبراهيم عليه الصلاة السلام أكبر وأضخم؟ الشيخ: كان الناس ضخاماً وما زال الناس ينقصون إلى يومنا هذا.
وبعض الروايات تذكر أن بعض من لهم في القيافة رأى أثر قدمي إبراهيم في الصخر، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو صبي يلعب، فقال: إن هذه الأقدام شبيهة جداً بالتي على مقام إبراهيم، وهذا يؤيده قول النبي عليه الصلاة السلام في رحلة المعراج:(فرأيت رجلاً ما رأيت أحداً أشبه بصاحبكم منه)، يقصد عظيم شبهه عليه الصلاة السلام لأبيه خليل الله إبراهيم صلوات الله وسلامه عليه.