للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بزاز، فعادت إلي سيدتها، فأخبرتها، فقالت لها: إياك أن يعلم بهذا أحد .. ولم تظهر لزوجها شيئا .. فأقم الرجل تمام السنة، ثم مرض ومات .. وخلف ثمانية آلاف دينار .. فعمدت المرأة التي هي ابنة عمه إلي ما يستحقه الولد من التركة وهو سبعة آلاف دينار، فأفردتها، وقسمت الأف الباقية نصفين، وتركت النصف في كيس، وقالت للجارية: خذي هذا الكيس، واذهبي إلي بيت المرأة واعلميها أن الرجل مات، وقد خلف ثمانية آلاف دينار وقد أخذ الإبن سبعة آلاف بحقه، وبقيت ألف، وقسمتها بيني وبينك وهذا حقك وسلميه إليها.

فمضت الجارية فطرقت عليها الباب، ودخلت وأخبرتها خبر الرجل وحدثتها بموته، وأعلمتها الحال، فبكت وفتحت صندوقها وأخرجت منه رقعة، وقالت للجارية: عودي إلي سيدتك، وسلمي عليه مني وأعلميها أن الرجل طلقني، وكتب لي براءة، وردي عليها المال، فإني ما أستحق في تركته شيئا، فرجعت الجارية إلي سيدتها فأخبرتها. (١)

- ورع امرأة من آل بيت النبوة رضوان الله عليهم:

عن عطاء بن السائب قال: أوصى إلي رجل من أهل الكوفة في تركته وذكر أنه مولي لآل علي بن أبي طالب فقدمت المدينة فدخلت علي أبي جعفر (محمد بن علي) فقال: ما أعرفه، ودلني على أخته (أم كلثوم بنت علي) فإذا عجوز علي سرير في بيت رث، فإذا في اليت سقاء معلق، فجعلت أقلب بصرى في البيت، فقالت: يابني! لا يحزنك ما تري فأنا بخير، قلت أوصي إلي رجل بتركته، وذكر أنه مولي لكم، قالت ما أعفه وإن مولي لنا يقال له هرمز أو كيسان أخبرني أن


(١) صفة الصفوة لابن الجوزي ٢/ ٢٤٦.

<<  <   >  >>