للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- والمشايخ كل يوم يقولون يا أحباب اتقوا الله في النساء، وأقيموا حلقة التعليم في البيت ولكن لا حياة لمن تنادى!! إلا من رحم ربى .. نسأل الله عز وجل أن يجعل بيوتنا كبيت النبي - صلى الله عليه وسلم - {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىَ فِي بُيُوتِكُنّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنّ اللهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً} (١)

- زواج بنت سيد التابعين (سعيد بن المسيب):

ومن حلقة التعليم في البيت تخرجت ابنة سيد التابعين سعيد بن المسيب (رحمه الله) التي خطبها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان لابنه الوليد .. فرفض سعيد بن المسيب وخشي على ابنته من الترف في قصور بني أمية فتنس ربها .... وفي يوم من الأيام غاب عن مجلسه تلميذه عبد الله بن وداعة، لبضعة أيام ثم عاد مرة ثانيه، فسأله ابن المسيب: عن غيابه؟ فأخبره بوفاة زوجته وانشغاله بذلك، فقال ابن المسيب: فهلا أخبرتنا حتى نشهدها ونشاطرك العزاء؟ ثم سأله: هل استحدثت امرأة؟ هل تزوجت بأخرى؟ قال ابن وداعه: لا ومن الذي يزوجني لا أملك من الدنيا إلا ثلاثة دراهم، فقال ابن المسيب: أنا ثم وضع يده في يد عبد الله بن وداعة أمام الحاضرين إلى لمجلسه فى مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم حمد الله وأثنى عليه وصلى علي نبيه - صلى الله عليه وسلم -، ثم أشهد جماعة المسلمين أنه زوج كريمته لعبد الله بن وداعة على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأخذ سعيد بن المسيب ابنته ثم ذهب إلى بيت عبدالله بن وداعة ثم طرق الباب فخرج عبد الله فقال له سعيد: إنك كنت رجلا عزباً فتزوجت، فكرهت أن تبيت الليلة وحدك، وهذه امرأتك، ثم تركهم وانصرف، ولما أراد ابن وداعة أن


(١) سورة الأحزاب – الآية ٣٤.

<<  <   >  >>