للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فناداها: يا أم الدَّحداح؛ قالت: لبيك؛ قال: اخرجي، قد أقرضتُ ربي عز وجل الحائط. قالت أمُّ الدَّحداح: ربح بيعك بارك الله لك فيما اشتريت، ثم أقبلت على صبيانها تخرج ما في أفواههم وتنفض ما في أكمامهم؛ حتى أفضت إلى الحائط الآخر (١).

ماذا تقولين لو كنت مكانها؟

تصوري، لو أن زوجك عاد إليك يوما من عمله، فقال: يا أم فلان! وأنا في عودتي إليك من العمل، وجدت قوما منكوبين، ويحتاجون إلي المال، فأعطيتهم كل مرتبي لهذ الشهر؟ أدع لك الإجابة، أما أم الدحداح فقد تصدق زوجها بالحائط كله، الذي يقتاتون منه طول العام، ولكن السعادة تملأ قلبها، وتقول: ربح البيع .. يا لها من كلمة مملوءة بالإيمان بالله - جل جلاله -، والثقة فيما عند الله عز وجل (٢).

وجدير بنا أن نختم هذا الباب بوصية النبي - صلى الله عليه وسلم - لأسماء بنت أبي بكر: " انفقي ولا تحصي فيحصي الله عليك، ولا توعي فيوعي الله عليك، ارضخي ما استطعت" متفق عليه (٣).

- - - - -


(١) تفسير القرطبي - الآية ٢٤٥ من سورة البقرة.
(٢) رواه أحمد والطبراني والحاكم والبغوي (انظر كتاب حياة الصحابة٢/ ١٤).
(٣) مشكاة المصابيح – باب الإنفاق وكراهية الإمسك١/ ٥٨٣

<<  <   >  >>