فلما تزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم - طلب إلى الشفاء أن تعلمها تحسين الخط وتزيينه كما علمتها أصل الكتابة.
ومن أسباب الصلاح عند الأبناء أن نذكر لهم دائماً قصص الأنبياء والصالحين والصالحات، حتى ينشأ فى قلوبهم حب الصلاح، وبقدر ما نسمعهم نربى فيهم الفضائل .... فكان الأمام أحمد كثيراُ ما يحدث أبناءه عن فضل الإمام الشافعي وعلمه وتقواه فدعاه الإمام أحمد لزيارته، فلما تناول طعام العشاء، توجه الشافعي في فراشه واستلقى عليه ونام. فقالت بنت الإمام أحمد: يا أبتاه أهذا هو الشافعي الذي تحدثنا عنه؟ قال لها: نعم، قالت: لقد لاحظت عليه ثلاث أمور انتقدته فيها: إنه عندما قدمنا له الطعام أكل كثيرا ..... وعندما دخل الغرفة لم يقم ليصلى قيام الليل والتهجد وقد صلى بنا الفجر من غير أن يتوضأ! فذهب أحمد للشافعي وسأله عن هذه الأمور ... قال له الشافعي: يا أحمد! لقد أكلت كثيرا لأنني أعلم أن طعامكم من الحلال ... وأنت كريم وطعام الكريم دواء، وطعام البخيل داء، وما أكلت لأشبع، وإنما أكلت لأتداوى بطعامك. وأما أنني لم أقم الليل، لأنني عندما وضعت رأسي لأنام، نظرت كأن كتاب الله وسنة نبيه أمام عيني، فاستنبطت اثنين وسبعين مسألة فقهية ينتفع بها المسلمون، فلم يكون هناك فرصة لقيام الليل. . وأما أنني صليت بكم الفجر من غير وضوء، فو الله! ما ذاقت عيني طعم النوم حتى أجدد الوضوء، فلقد بقيت طول الليل يقظاناً، فصليت الفجر بوضوء العشاء.