للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القوس ثم قل: باسم الله رب الغلام ثم ارمني فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني، فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع ثم أخذ سهما من كنانته ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال: باسم الله رب الغلام ثم رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده في صدغه في موضع السهم فمات، فقال الناس: آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، فأُتِيَ الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر قد والله نزل بك حَذَرُكَ قد آمن الناسُ، فأمر بالأخدود في أفواه السِّكَكِ فَخُدَّتْ وَأَضْرَمَ النيران وقال: من لم يرجع عن دينه فأحموه فيها أو قيل له: اقتحم، ففعلوا حتى جاءت امرأةٌ ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها فقال لها الغلام: يَا أُمَّهْ اصْبِرِي فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ. رواه مسلم

وفي هذه القصة من الفوائد العظيمة منها:

١) التربية بالقصص.

٢) أهمية وعي التاريخ.

٣) أثر القصة في تقريب الفهم.

٤) أهل الطغيان والفساد لا يملكون الحجج العقلية والقدرة الإدارية على إدارة الناس فيلجؤون إلى السحر والشغوذة.

٥) اهتمام أهل السوء والفساد بمن يخلفهم في أعمالهم.

٦) من هذه القصة يتبين لنا كيف نهتم بالنشء ونعتني بأصحاب المواهب من الصغر وتنمية مواهبهم وقدراتهم العقلية والفكرية والإرادية.

٧) أهمية تهيئة من يراد لأمر عظيم من الصغر واستثمار جميع قدراته فيما يراد منه.

٨) قوة تلبيس السحرة وأعوانهم على الناس، فلم يزل الشك عند الغلام رغم تعليم الراهب له حتى عرضت له الدابة وقال تلك المقالة.

٩) إن إرادة الله فوق كل إرادة، وقدرة الله فوق كل قدرة، وأمر الله فوق كل أمر لا رادَّ لقضائه ولا معقب لحكمه إذا قال للشيء: كن فيكون، يري العباد ضعفهم وعجزهم مهما تجبروا وطغوا وبغوا، لقد اختار الملك الغلام ليكون الساحر الذي يثبت به دعائم ملكه،

<<  <   >  >>