اعلم أن الطريق في رياضة الصبيان من أهم الأمور وأوكدها .. والصبى أمانة عند والديه .. فإن عود الخير وعلمه نشأ عليه .. وإن عود الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك .. وإذا أخطأ فإنه يعاتب سراً، ويقال له: إياك وأن تعود بعد ذلك لمثل هذا .. ولا تكثر القول عليه بالعتاب في كل حين، فإنه يهون عليه سماع الملامة، وركوب القبائح، ويسقط وقوع الكلام من قلبه .. وليكن الأب حافظاً هيبة الكلام معه، فلا يوبخه إلا أحياناً.
وينبغي أن يعود في بعض النهار المشي والحركة والرياضة، حتى لا يغلب عليه الكسل وينبغي أن يؤذن له بعد الانصراف من الكتاب أن يلعب لعباً جميلاً يستريح إليه من تعب المكتب، بحيث لا يتعب في اللعب. وينبغي أن يُعلم طاعة والديه ومعلمه ومؤدبه، وكل من هو أكبر منه سنناً من قريب وأجنبي. (١)