للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تطاول هذا الليل واسود جانبه ... وأرقنى أن لا حبيب ألاعبه

فلولا حذار الله لاشئ مثله ... لزعزع من هذا السرير جوانبه

فقال لها عمر - رضي الله عنه -: مالك؟ قالت: أغربت زوجي منذ أشهر، وقد اشتقت إليه. قال: أردت سوءاً. قالت: معاذ الله! قال: فاملكي عليك نفسك، فإنما هو البريد إليه فبعث إليه؛ ثم دخل على حصفة (رضى الله عنها) فقال: إنى سائلك عن أمر قد أهمني فافرجيه عنى، في كم تشتاق المرأة إلى زوجها؟ فخفضت رأسها واستحيت، قال: فإن الله لا يستحيى من الحق، فأشارت بيدها ثلاثة أشهر وإلا فأربعة .. فكتب عمر - رضي الله عنه -: أن لا تحبس الجيوش فوق أربعة أشهر كذا في الكنز. (١)

- حياء امرأة تستفتي أبا حنيفة النعمان:

يروي أن امرأة دخلت علي أبي حنيفة وهو في المسجد جالس بين أصحابه وبيدها تفاحة أحد جانبيها أحمر والآخر أصفر فوضعتها بين يديه ولم تتكلم، فأخذها وشقها نصفين، فقامت المرأة وخرجت فسألوه عن ذلك، فقال: إنها تري الدم مرة أحمر ومرة أصفر ٠سألت أيكون حيضا أو طهرا؟ فشققت لها التفاحة وأريتها باطنها ٠٠ وأردت بذلك أنها لا تطهر حتى تري البياض مثل بطنها.

وهذا يدل علي حياء هذه المرأة، حيث أنها قدمت الدليل بدون أن تتفوه للشيخ وهو يجلس بشين طلبة العلم، ودلت علي ذكاءها وذكاء أبي حنيفة رحمه الله.


(١) حياة الصحابة - باب الجهاد - ١/ ٤٥٨.

<<  <   >  >>