للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي رواية عنها:

أنها قالت: لبست مرة درعا لي جديدا، فجعلت انظر إليه، وأُعجب به، فقال أبو بكر: ما تنظرين؟ أما علمت أن العبد إذا دخله العجب بزينة الدنيا، مقته ربه حتى يفارق تلك الزينة! قالت: فنزعته فتصدقت به، فقال أبو بكر: عسي ذلك أن يكفر عنك٠ كذا في الكنز

o وهذه ميمونة بنت شاقولة الواعظة التي هي للقرآن حافظة، ذكرت يومًا في وعظها أن ثوبها الذي عليها وأشارت إليه له في صحبتها تلبسه منذ سبع وأربعين سنة وما تغيَّر، وأنه كان من غزل أمها. قالت: والثوب إذا لم يُعْص الله فيه لا يتخرق سريعًا.

وقال ابنها عبد الصمد كان في دارنا حائطٌ يريد أن ينقضَّ فقلت لأمي: ألا ندعو البنَّاء ليصلح هذا الجدار فأخذتْ رقعة فكتبتْ فيها شيئًا ثم أمرتني أن أضعها في موضع من الجدار فوضعتها؛ فمكث على ذلك عشرين سنة، فلما توفيت أردت أن أستعلم ما كتبت في الرقعة، فحين أخذتها من الجدار سقط، وإذا في الرقعة: إنَّ الله يُمْسِك السموات والأرض أن تزولا، اللهم مُمْسِك السموات والأرض أمسكه. (١)


(١) البداية والنهاية ١١/ ٣٥٥، سير النبلاء ٢/ ٢٧٨.

<<  <   >  >>