: فما تركتها بعد، قيل: ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين! ٠ متفق عليه ٠
فنرى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقل لعلىَّ: لا خدمة عليها , وإنما هي عليك وهو - صلى الله عليه وسلم - لا يحابى في الحكم أحدا كما قال ابن القيم في كتابه زاد المعاد ٤/ ٤٥
وصح عن أسماء أنها قالت كنت أخدم الزبير خدمة البيت كله , وكان له فرس , وكنت أسوسه , وكنت أحتش له , وأقوم عليه. رواه أحمد٠
وصح عنها أيضا: أنها كانت تعلف فرسه وتسقى الماء , وتخرز الدلو , وتعجن , وتنقل النوى على رأسها في أرض له على ثلثي فرسخ. رواه أحمد ٠
ولما رأى الرسول - صلى الله عليه وسلم - أسماء وهى تحمل العلف على رأسها , لم يقل للزبير: لا خدمة عليها , وإن هذا ظلم لها بل أقره لاستخدامها , وأقر سائر أصحابه على استخدم أزواجهن مع علمه بأن منهن الكارهة والراضية , هذا أمر لا ريب فيه.
ولا يصلح التفرقة بين شريفة ودنيئة , وفقيرة وغنية، فهذه أشرف نساء العالمين " فاطمة (رضي الله عنها) " كانت تخدم زوجها وجاءته - صلى الله عليه وسلم - تشكو إليه الخدمة
وليس فيما سبق من وجوب خدمة المرأة زوجها ما ينافى استحباب مشاركة الرجل لها في ذلك إذا وجد الفراغ والوقت المناسب , بل هذا من حسن المعاشرة بين الزوجين ولذلك قالت السيدة عائشة (رضي الله عنها): وكان - صلى الله عليه وسلم - يكون في مهنة أهله , يعنى خدمة أهله , فإذا حضرت الصلاة خرج إلي الصلاة "رواة البخاري والترمذى" (١)
(١) انظر زاد المعاد لابن القيم ٤، ٤٥ – الفتاوى لابن تيميه ٢/ ٢٣٤ – آداب الزفاف في السنة المطهرة للألباني.