للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رآهم أجلهم {فراغ إلى أهله فجاء} " فذبحه ثم شواه في الرضف وأتاهم به فقعد معهم , وقامت سارة تخدمهم فذلك قوله: {وامرأته قائمة} وهو جالس.

وفى حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: لما عرس أبو أسيد الساعدى دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه , فما صنع لهم طعاما , ولا قدمه إليهم , إلا امرأته أم أسيد , بلت (١) تمرات في تور (٢) من حجارة من الليل فلما فرغ النبي - صلى الله عليه وسلم - من الطعام أماثته (٣) له فسقته , تتحفه بذلك فكانت امرأته يومئذ خادمهم وهى العروس " (٤).

- يقول الحافظ ابن حجر في الفتح:

وفى الحديث جواز خدمة المرأة زوجها ومن يدعوه ولا يخفى أن محل ذلك عند أمن الفتنة , ومراعاة ما يجب عليها من الستر وجواز استخدام الرجل امرأته في مثل ذلك , وشرب ما لا يسكر في الوليمة وفيه جواز إيثار كبير القوم في الوليمة بشيء دون من معه.

وعن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني مجهود , فأرسل إلى بعض نسائه , فقالت: والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء , ثم أرسل إلي أخرى فقالت مثل ذلك , حتى قلن كلهن مثل ذلك , لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - من يضيف هذا الليلة؟ فقال رجل من الأنصار: أنا


(١) أي نقعت.
(٢) يعنى إناء.
(٣) أي مرسته بيدها.
(٤) رواه البخاري ومسلم وابن ماجة والطبراني في الأوسط والبغوى في شرح السنة وابن عوانة في صحيحه والبخاري في الأدب المفرد.

<<  <   >  >>