للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تنازعني نفسي إلي نيل أكلة ... لذاذاتها تفنى وغصتها تبقى

أأعصاك بعد الفضل والجود والهدى ... وكيف وبالطالعات أجلب الرزقا

سأتلفها في نيل حبك سيدي ... عساي أستوجب القرب والعتقا

قال: فجزعت لما سمعت من قولها، ودخل في قلبي الإيمان، وقلت لها: عودي وكلي وخذي من المال ما شئت لله. فقالت: اللهم كما أنرت قلبه، وهويت لبه، فأجب دعاءه، ولا ترده خائبا، فكان ما دعت به، ثم تزوجها.

صدقت أيتها المرأة العظيمة، الجليلة، المؤمنة، التقية، حيث قلت: الموت ولا معصية ربي، وبمناسبة قصتك هذه أزف إلي كل مسلم ومسلمة حديثا لحبيبنا وقرة عيوننا سيدنا محمد، فعن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: قال - صلى الله عليه وسلم -:" خذوا العطاء ما دام عطاء فإذا صار رشوة علي الدين فلا تأخذوه ولستم بتاركيه يمنعكم الفقر والحاجة، ألا إن رحى الإسلام دائرة، فدوروا مع الإسلام حيث دار، إلا إن الكتاب والسلطان يفترقان فلا تفارقوا الكتاب، ألا إنه سيكون عليكم أمراء فيقضون لأنفسهم ما لا يقضون إن عصيتموهم قتلوكم، وإن أطعتموهم أضلوكم، قالوا: يا رسول الله! كيف نصنع؟ قال: " كما صنع أصحاب عيسى بن مريم نشروا بالمناشير وحُملوا علي الخشب، موت في طاعة الله خير من حياة في معصية الله ". (١)


(١) رواه الطبراني - جمع الجوامع للسيوطي برقم ٠١٣٥٤٠.

<<  <   >  >>