علىً وأحب أن أكون معك في الدرجة، فلم يرد عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً فأنزل الله عز وجل " وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرّسُولَ " فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتلاها عليه.
عن أبي أيوب - رضي الله عنه - عنه قال: لما نزل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتي نزل في السفل وأنا وأم أيوب في العلو، فقلت له: يا نبي الله! بأبي أنت وأمي، إني لأكره وأعظم أن أكون فوقك وتكون تحتي، فأظهر أنت فكن في العلو وننزل نحن فنكون في سفل البيت قال: فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفله وكنا فوقه في المسكن فلقد انكسر حُبَّ لنا فيهما، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة ما لنا لحاف غيرها ننشف بها الماء تخوفاً أن يقطر علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيؤذيه، قال أبو أيوب: وكنا نضع له العشاء، ثم نبعث به إليه، فإذا رد علينا فضله تيممت أنا وأم أيوب موضع يده فأكلنا منه نبتغي بذلك البركة حتى بعثنا إليه ليلة بعشائه وقد جعلنا له فيه بصلاً أو ثوماً، فرده رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم أر ليده فيه أثراً، قال: فجئته فزعاً، فقلت: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي رددت عشائك ولم أر فيه موضع يدك وكنت إذا ردته علينا تيممت أنا وأم أيوب موضع يدك نبتغي بذلك البركة قال: " إني وجدت فيه ريح هذه الشجرة وأنا رجل أناجي فأما أنتم فكلوه " قال: فأكلناه ولم نضع له تلك الشجرة بعد. (١)
(١) رواه مسلم وابن إسحاق (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ٣/ ٣٩١).