للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

، فقلت: ألا تريان هذا صاحبكم، الذي تسألاني عنه؟ فابتدراه بسيفهما فضرباه حتى قتلاه، قال كل منهما: أنا قتلته، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: هل مسحتما سيفيكما؟ قالا: لا، فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - في السيفين فقال كليكما قتله وقضي بسلبه لمعاذ بن عمر بن الجموح والأخر معاذ بن عفراء (رضي الله عنهما). متفق عليه (١)

وعند البخاري أيضا:

قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: إني لفي الصف يوم بدر، التفت فإذا عن يمني وعن يساري فتيان حديثا السن فكأني لم آمن بمكانتها إذ قال لي أحدهما (سر من صاحبه): يا عم! أرني أبا جهل، فقلت يا ابن أخي! ما تصنع به، قال عاهدت الله، إن رأيته أن أقتله أو أموت دونه، فقال لي الآخر سراً من صاحبه مثله، قال: فما سرني أنني بين رجلين مكانهما، فأشرت لهما إليه، فشدا عليه مثل الصقرين حتى ضرباه، وهما ابنا عفراء. (٢)

وعند ابن إسحاق:

عن ابن عباس، وعبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما: قالا: قال معاذ بن عمرو الجموح أخو بني سلمه: سمعت القوم وأبو جهل في مثل الحرجة (٣) وهم يقولون: أبو الحكم لا يخلص إليه، فلما سمعتهما جعلته من شأني فصمدت نحوه، فلما أمكنني حملت عليه، وضربته ضربه أطنت قدمه بنصف ساقه، فو الله! ما شبهتها حين طاحت إلا بالنواة تطيح من تحت مرضخة النوى حين يضرب بها، قال: وضربني ابنه عكرمة علي عاتقي فطرح يدي فتعلقت بجلدة من جنبي،


(١) وأخرجه الحاكم ٣/ ٤٢٥ ـ والبيهقي ٦/ ٣٠٥ عن عبد الرحمن بن عوف نحوه (حياة الصحابة باب الجهاد ـ شجاعة معاذ بن عمر بن الجموح ومعاذ بن عفراء (رضي الله عنهما) ١/ ٥٤٠.
(٢) المرجع السابق.
(٣) الشجر الملتف .. أي احتمي بالشجر.

<<  <   >  >>