للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السلام عليك يا أبا خبيب .. أما والله! لقد كنت أنهاك عن هذا .. والله! لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله! لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله! إن كنت ما علمت صواماً قواماً وصولا للرحم .. أما والله لأمة أنت أشرها لأمة خير ثم نفذ عبد الله بن عمر فبلغ الحجاج موقف عبد الله وقوله فأرسل إليه فأنزل عن جذعه فألقى في قبور اليهود، ثم أرسل إلي أمه أسماء بنت أبي بكر فأبت أن تأتيه، فأعاد عليها الرسول لتأتيني أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك، قال: فأبت وقالت: والله لا آيتك حتى تبعث إلىّ من يسحبني بقروني فقال: أروني سبتي فأخذ نعليه ثمّ انطلق يتوذف حتى دخل عليها فقال: كيف رأيتني صنعت بعدو الله؟ قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك، بلغني أنك تقول له: يا ابن ذات النطاقين أما أحدهما فكنت أرفع به طعام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطعام أبى بكر من الدواب وأما الآخر فنطاق المرأة التي لا تستغني عنه، أما إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثنا أن في ثقيف كذابا، ومبيراً، فأما الكذاب فرأيناه، وأما المبير فلا إخالك إلا إياه قال: فقام عنها ولم يراجعها. رواه مسلم (١)

وقيل لابن عمر: إن أسماء في ناحية المسجد فمال إليها وقال: إن هذا الجسد ليس بشىء؛ وإنما الأرواح عند الله فاتقى الله واصبري، فقالت: وما يمنعني من الصبر وقد أهدي رأس يحيى بن زكريا إلى بغيٍّ من بغايا بنى إسرائيل. (٢)


(١) صحيح مسلم - شرح النووي ١٦/ ٩٩.
(٢) سير النبلاء ٢/ ٢٩٥.

<<  <   >  >>