للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقطع البحر فانتهى إليه فضرب وجوه الدواب فرجعت، فقال موسى - عليه السلام -: مالي يا رب! قال: إنك عند قبر يوسف فاحمل عظامه معك " قال: وقد استوى القبر بالأرض فجعل موسى لا يدري أين هو، فسأل موسى: هل يدري أحد منكم أين هو؟ فقالوا: إن كان أحد يعلم أين هو، فعجوز بني فلان، لعلها تعلم أين هو، فأرسل إليها موسى فانتهى إليها الرسول - صلى الله عليه وسلم -، قالت: ما لكم، قالوا: انطلقي إلي موسى، فلما أتته، قال: هل تعلمين أين قبر يوسف؟، قالت: نعم، قال: فدلينا عليه. قالت: لا والله حتى تعطيني ما أسألك قال: لك ذلك، قالت: فإني أسألك أن أكون معك في الدرجة التي تكون فيها في الجنة.، قال: سلي الجنة، قالت: والله! لا أرضى إلا أن أكون معك، فجعل موسى يرادها قال: فأوحى الله إليه أن أعطها ذلك فإنه لا ينقصك شيئاً فأعطاها ودلته علي القبر، فأخرجوا العظام وجازوا البحر. أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق واللفظ له والبغوى (١).

انظر إلي عقل الأعرابي وعقل هذه العجوز تجد بينهما بونا شاسعاً .. فقد طلب الأعرابي دنيا زائلة .. وطلبت العجوز آخرة لا زوال لها ولم تطلب الجنة فحسب بل طلبت الفردوس الأعلى مع أنبياء الله ورسله .. فكم من النساء اليوم يطلبون أشياء الدنيا ويرغمون أزواجهم علي تحصيلها ويكون ذلك علي حساب آخرتهم.


(١) جمع الجوامع للسيوطي برقم ١٦١٠٨، ورواه الحاكم في المستدرك – في كتاب التاريخ
مختصرا ٢/ ٠٥٧١

<<  <   >  >>