للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يتزايد؛ ولذا قال فيه: كذنب السرحان». وبالنسبة إلى محله في الطول: وهو طول السماء الذي هو بين المشرق والمغرب، ودقته في عرضها وهو: الجنوب والشمال، وبعده: وهو ارتفاعه عن الأفق الشرقي. وإذا وصف بهما الصادق أراد: طوله في الجنوب والشمال [الغير متناهي] (١)، وارتفاعه في جانب المغرب [الغير متناهي] (٢).

الثالث: جمعه كفه الشريفة - صلى الله عليه وسلم -؛ أشار بذلك إلى: طول الكاذب، ودقة عرضه، وتنكيسه لها؛ أشار به إلى: أنه ينزل إلى الأفق الشرقي، ووضعه المسبحة على المسبحة؛ أشار به إلى: اعتراض الصادق؛ ولذا جاء في بعض الروايات - كما في «فتح الباري» (٣) و «القسطلاني»: (أنه فرق بينهما بعد جمعهما) وتبين ذلك زيادة البخاري المارة. (٤)


(١) في (أ) و (ب): المتناهي.
(٢) في (أ) و (ب): المتناهي.
(٣) ينظر: ابن حجر العسقلاني. فتح الباري. (٢/ ١٠٥). رقم ٥٩٦. باب الأذان قبل الفجر.
(٤) القسطلاني. إرشاد الساري. (٢/ ١٣). والقسطلاني: أبو العباس شهاب الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر القسطلاني القتبي المصري الشافعي (٨٥١هـ - ٩٢٣هـ) له: «منهاج الابتهاج بشرح صحيح مسلم بن الحجاج». (الزركلي. الأعلام. (١/ ٢٣٢)) و (كحالة. معجم المؤلفين. (٢/ ٨٥) (الباباني. هدية العارفين. (١/ ٧٤)).

وزيادة البخاري: هي قول (إشارة) زهير بن معاوية الجحفي راوي الحديث بسبابته: إحداهما فوق الأخرى ثم مدها عن يمينه وشماله، يحكي ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (البخاري. صحيح البخاري (١/ ٢٢٤) رقم ٥٩٦)، قال ابن حجر العسقلاني في «فتح الباري» معلقاً على زيادة البخاري تلك بقوله: (جمع بين أصابعه، ثم فرقها، ليحكي صفة الفجر الصادق؛ لأنه يطلع معترضاً ثم يعم الأفق ذاهبا يميناً وشمالاً، بخلاف الكاذب، وهو الذي تسميه العرب ذنب السرحان، فإنه يظهر في أعلى السماء ثم ينخفض). (ابن حجر العسقلاني. فتح الباري. (٢/ ١٠٥). رقم ٥٩٦. باب الأذان قبل الفجر).

<<  <   >  >>