للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

زيادة يعرف بها الإنسان ما قرب منه، بعد أن كان لا يَعْرِفُهُ؛ من ظلمة الليل، بان كذب من زعم طلوع الفجر وأنه غلس بالصلاة عملاً بالسنة؛ لتكذيب السنة له بهذه الأحاديث والتي مرت في الطرفين قبل هذا، إذ يلزم من اعتراض الفجر وارتفاعه .. زيادة النور وقلة الظلمة، ويلزم من ذلك اتضاح ما لم يكن واضحاً قبل ذلك، ولا يزال يزداد النور ويزداد الاتضاح حتى يتبين النهار؛ ولذا لما طوَّل سيدنا أبو بكر رضي الله عنه القراءة في الصبح فقرأ في الركعتين البقرة .. استغرقت صلاته معظم وقت الصبح حتى قال له سيدنا عمر رضي الله عنه: (كادت الشمس أن تطلع)، كما يأتي وأتى في الحديث بلفظ «كان يَنْفتِل» ليدل به على: أن هذا هو الأكثر من أحواله - صلى الله عليه وسلم -، كما نبه على ذلك القسطلاني.

وبالجملة فإذا ظهر الفجر .. فلا بد من زيادة الضوء والنور كل حين إلى أن يتبين النهار، لا ينكر ذلك أحد.

الطرف الرابع: -[العلامة الثالثة: تبين النهار بعده]-

في تبين النهار بتلك الزيادة: فأدلة الطرف الذي قبل هذا أدلة لذلك؛ لأن هذا فرع ذاك، وكذلك الأدلة التي في الطرف الأول، والثاني أدلة

<<  <   >  >>