يحتاج المسافر إلى معرفة الأوقات؛ لأنه قد يبادر بالصلاة قبل الرحيل؛ حتى لا يشق عليه النزول، وقبل النوم حتى يستريح، فإن وطّن نفسه على تأخير الصلاة إلى أن يتيقن .. فيسمح بفوات فضيلة أول الوقت ويتجشم كلفة النزول وكلفة تأخير النوم إلى اليقين .. استغنى عن تعلم علم الأوقات، فإن المشكل أوائل الأوقات لا أوساطها) (١) انتهى.
وهذا الكلام من هذا الإمام حجة الإسلام، هو فصل الخطاب في هذا الباب، لمن أراد الصواب، ورضا رب الأرباب، وترك التعصب والهوى، وجانب الكبر والدعوى .. وفيه فوائد جمة، ننبه منها على المهمة، وهي أربع فوائد:
الفائدة الأولى: قد عرَّف أول الفجر - هذا الإمام - بأنه: بياض معترض منتشر فيه صفرة، هي مبادئ الحمرة، لا يعسر إدراكه، فقال:(ثم يظهر بياض معترض لا يعسر إدراكه، فهو أول الوقت)، إلى أن قال:(ولا اعتماد إلا على انتشار البياض عرضاً) إلى أن قال: (ولا اعتماد إلا على العيان، ولا اعتماد في العيان إلا بأن يصير الضوء منتشراً