للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التحقيق وقتاً معيناً يشرب فيه متسحراً، أو يقوم عقيبه ((١)، ويصلى الصبح متصلاً به .. لم يقدر على ذلك. فليس معرفة ذلك في قوة البشر أصلاً؛ بل لا بد من مهلة للتوقف والشك، ولا اعتماد إلا على العيان، ولا اعتماد في العيان إلا بأن يصير الضوء منتشراً في العرض، حتى تبدو مبادئ الصفرة. وقد غلط في هذا جمع من الناس كثير؛ يصلون قبل الوقت. ويدل عليه ما روى أبو عيسى الترمذي في جامعه بإسناده، عن طلق بن علي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «كلوا واشربوا، ولا يهيدنكم الساطع المصعد، وكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر»، وهذا صريح في رعاية الحمرة.

قال أبو عيسى الترمذي: وفي الباب عن عدي بن حاتم وأبو ذر وسمرة وهو حديث غريب (٢) والعمل على هذا عند أهل العلم. وقال ابن عباس: (كلوا واشربوا ما دام الضوء ساطعاً). قال صاحب «الغريبين»: (أي مستطيلاً)، فإذن لا ينبغي أن يعول إلا على ظهور الصفرة، وكأنها مبادئ الحمرة، وإنما


(١) أي يقوم مصلياً من الليل عقبه.
(٢) في سنن الترمذي (حسن غريب). (الترمذي. سنن الترمذي. ٣/ ٨٥ رقم ٧٠٥).

<<  <   >  >>