عاش المؤلفُ في عصر يُعرف في حضرموت بعصر العبادلة السبعة ويُعد ابن يحيى أحدهم، وأهم الملامح السياسية لهذا العصر ما شهده العالم الإسلامي من تراجع وانحطاط، فضعفت الخلافة الإسلامية العثمانية، وقصَّرت في النهوض بواجبها تجاه الإسلام والمسلمين، وبقي حكمها شَكلياً في الكثير من الأقطار الإسلامية، وشجعت هذه الظروف الدول الأوربية على غزو العالم الإسلامي، فكان الغزو الفرنسي لمصر بقيادة نابليون بونابرت سنة ١٢١٣هـ، والذي صاحبه من غزو عقدي فكري، ثم توالى الغزاة الأوربيون على العالم العربي والإسلامي الفرنسيون والبريطانيون والهولنديون، وسقطت مدينة عدن في يد المحتل البريطاني سنة ١٢٥٣هـ. كما شهد هذا العصر ثورات عقدية وعلمية، منها الثورة العلمية والتكنولوجية في مصر في عهد محمد علي باشا، وما بثته من معارف في مجالات العلوم المختلفة، ومنها علم الميقات والفلك، وما رافقها من مظاهر التأثر بالغزو الأوربي الفكري واتساع ثقافة التغريب (١)، وبزوغ حركات
(١) ينظر: محمود شاكر. التاريخ الإسلامي. م ٨ ص ١٥٨، وما بعدها.