وهذا عند مزيد قربه من الصادق، وتحته سواد، ثم يظهر ضوء يغشى ذلك كله، ثم يعترض، رده بأنه رصده نحو خمسين سنة، فلم يره غاب، وإنما ينحدر ليلتقي مع المعترض في السواد، ويصيران فجراً واحداً) انتهى. ثم قال في «التحفة» جامعاً بين كلام القائلين بذهاب الكاذب، والقائلين بعدمه بقوله:(أنه يختلف باختلاف النظر، لاختلافه باختلاف الفصول والكيفيات العارضة لمحله، فقد يدق في بعض ذلك حتى لا يكاد يرى أصلاً، فهو عذر من عبر بأنه يغيب وتعقبه ظلمة) انتهى. وقال عبد الله بن أسعد اليافعي في كتابه «سراج التوحيد الباهج النور، في تمجيد صانع الوجود مقلب الدهور» ما لفظه: (قال العلماء في الفرق بينهما - أي الفجرين -: أن الفجر الأول الكاذب: دقيق طويل، منتصب في السماء كالعمود، والفجر الصادق الثاني: عريض منير معترض في الأفق، وقال بعض المعتنين بمعرفتهما والتمييز بينهما)، وساق جميع ما مرّ عن «اليواقيت» و «التحفة»، وكذلك ذكر جميع ذلك الشيخ محفوظ بن عبد الرحمن الحضرمي ((١)، في كتابه «الشامل في أدلة القبلة وحساب الروم
(١) الحضرمي: محفوظ بن عبد الرحمن باعباد الحضرمي من أهل حضرموت في القرن العاشر (ينظر: عبد الله الحبشي. مصادر الفكر الإسلامي في اليمن. ص ٥٧٠).