للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لتركبوها وزينةً ويخلق ما لا تعلمون} (النحل: ٨) فإذا ما خلق الله هذه الوسائل الجديدة تحققت نبوءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ولتُتركن القِلاص فلا يُسعى عليها)). (١)

وذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث آخر بعض صفات المركوبات التي سيستحدثها الناس وبعض ما سيرافقها من المنكرات فقال: ((سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على السروج كأشباه الرجال، ينزلون على أبواب المسجد، نساؤهم كاسيات عاريات على رءوسهم كأسنمة البخت العجاف)). (٢)

وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن بعض الشرور التي تصيب أمته بين يدي الساعة، ونرى كثيراً منها بين المسلمين اليوم، ومنها أنّا نرى في بعض بلاد المسلمين من يقرأ القرآن في المآتم وعلى القبور أو على أبواب المساجد، يرجو من ذلك المال أو الشهرة، لا الأجر والثواب، بل إن بعضهم يقرأ بحسب ما يعطى من المال، وهذا مصداق لما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عنه حين قال: ((من قرأ القرآن فليسأل الله به، فإنه سيجيء أقوام يقرؤون القرآن يسألون به الناس)). (٣)

وفي رواية البيهقي: ((فإن القرآن يتعلمه ثلاثة: رجل يباهي به، ورجل يستأكل به، ورجل يقرأ لله عز وجل)). (٤)

والناظر في أحوال الكثيرين من شباب وفتيات المسلمين يسوؤه ما يراه من تقليد للآخرين في زيهم وشاراتهم وعاداتهم وتقاليدهم، بل وقصات شعورهم، فقد صدق فيهم قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لتتبعن سَنن من كان قبلكم شبراَ شبراَ، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جُحر ضب تبعتموهم. قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمَن؟)). (٥)


(١) رواه مسلم ح (٢٥٥).
(٢) رواه أحمد ح (٧٠٤٣).
(٣) رواه الترمذي ح (٢٩١٧)، وأحمد ح (١٩٣٨٤).
(٤) رواه البيهقي في شعب الإيمان ح (٢٦٣٠).
(٥) رواه البخاري ح (٧٣٢٠)، ومسلم ح (٢٦٦٩).

<<  <   >  >>