للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونحن نقول: بل إن أفضل من دِينِ العجائز دِينُ الراسخين في العلم من سلف الأمة ومن اتبعهم، الذين لم يقفوا عند الإيمان المجمل، بل عرفوا من تفصيلات حقائق العقيدة ما تحترق به أعظم شبهات المبطلين، وهم الذين أظهر الله على أيديهم حجته على العالمين في كل زمان، وأورثهم ميراث النبوة والكتاب، ولكنكم - معشر الأشاعرة - لا تنفكون تصفونهم بأنهم حشوية، أو غثاء، أو نابتة، بل ترمونهم بالكفر والزندقة (١).

أما قضية التقليد فمدفوعةٌ من أصلها، فإن الفطرة التي فطر الله عليها خلقه لا تسمى تقليدًا، ومن ادَّعى أن إيمان المسلمين كإيمان اليهود والنصارى والبراهمة في أنه محض تقليد، فقد افترى وبغى، وقد قال الله تعالى في الحديث القدسي الصحيح: (وإني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين ...) (٢).

وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في رواية: (ما من مولود يولد إلا على هذه الملَّة). ولذلك لم يقل في أيٍّ من الروايات: (أو يسلمانه). بل


(١) قال صاحب الحواشي على شرح الكبرى للسنوسي (ص٦٢): (قوله: ابن تيمية، أي الحنبلي المشهور زنديق وبغضه للدين وأهله لا يخفى). وينقل وهبي غاوجي الألباني عن السبكي ما ظاهره تكفير شيخ الإسلام ابن تيمية ويؤيده، انظر كتابه أركان الإيمان (ص٢٩٨ - ٢٩٩)، الطبعة الثانية، وانظر مجلة المجتمع عدد (٦٤٦ لعام ١٤٠٤هـ).
(٢) أخرجه مسلم (٢٨٦٥).

<<  <   >  >>