تَبيَّن لي أَنَّ القَماءَة ذِلَّةٌ ... وأَنَّ أَعزَّاءَ الرِّجالِ طيالُها
" هَتَفنا لِسَعْدٍ واعْتَزَوْنَا لِطيئ ... أُسٍودِ الشَّرَي إِقدامُها ونِزالُها
ومن بني عَبَشَمْس: عمرو بن عَميرة، المعروف بعمرو القَنا، كان شُجاعاً، وكان مع الحروريَّة، وهو القائل:
القائِلينَ إذَا هُمْ بالقَنَا خَرجُوا ... من غَمْرةِ المَوت في حَوْمَاتها: عُودُوا
عادُوا فعادُوا كِرَاماً لا تَنَابِلةً ... عِند اللِّقاء ولا رُعشٌ رَعَادِيدُ
لاَ قومَ أَكرمُ مِنْهُمْ يومَ قالَ لَهُمْ ... مُحَرَّضُ الموت عن أحْسابكم ذُدُوا
" عَبشَمْس ": في طيئ: عَبِشَمْس، مفتوحة العين مكسورة الباء، ابن عَدِيّ ابن أَخزم ابن أبي اخزم. وهو: " هَزومة بن ربيعة بن جَرول بن ثُعل " ابن عمرو بن الغَوث بن طيئ بن يزيد بن عَديّ بن عَبشمس، (الشاعر. وابنه: سامة) بن يزيد، وهو المُهلَّب، بالتشديد واقع منه على " الباء ": وسُمي المُهُلَّب " لأنه وَفَد إلى " رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو أقرع، " فمسح رأسه فنَبت "، فسُمِّي: الهُلُبَّ.
وقال عُويج بن ضُرَيس النَّبْهاني:
أنا عُوَيجٌ ومعي سَيْفُ الهُلُبَّ ... أنا الَّذي أشجعُ منْ معدِي كَرِبْ
وابنه: قَبِيض بن سَلامَة: يُرْوى عنه الحديث.
وفي باهلة: عَبشَمْس بن أَعْيَا بن سعد بن عَبد بن غَنْم بن قُتَيبة ابن " مَعْن " بن مالك بن أعْصُر، وهو مُنَبِّه بن " سعد بن " قيس عَيلان.
كذا أثبته أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري في كتابه، بفتح العين وكسر الباء، وغيره ينطق بهذه الكلمة مُحقَّقة الإضافة: عبْد شَمس.
ومن بني عَبد شَمس: شقيق بن جَزْءِ بن رِيَاح بن عَمرو بن عَبِشَمْس ابن أعْيَا، كان شاعراً، وهو القائل:
ولمَّا أَنْ رأيت نَزالِ تُدْعَى ... وطَعْناً مِثْلَ أفواِ المَزَادِ
تنادَوْا يَال مَعْنٍ ثم مَاجَتْ ... صَفائحُ صَقْلُها في عَهْد عَادِ
وكُل غَشمْشَم مِتْلاَف قِرْنِ ... كفَحْل الشَّوْل مُنْسدل النِّجادِ
ومنهم: علي بن أصْمَع بن مُظهر بن رياح، كان خطيباً، لمَّا ورد كتاب عُثمان على عبد الله بن عامر يُخبره بمسير الناس إليه، أمر عليّ ابن أصْمَع أن يقرأ الكتاب على الناس، ويحُضَّهم على نُصرة عثمان، فذكره الفرزدق عَرَضاً، فقال:
وإلاَّ رُسومَ الدارِ " قَفْزاً " كَأَنها ... كتابٌ تلاهُ الباهليُّ بن أصْمعَا
وذكره " آخر من " العرب، فقال:
فإن شِئْتَ حكَّمنا المُغيرَةَ بيننا ... وإِنْ شِئْتَ حكَّمنا عليَّ بنَ أَصْمَعَا
ومن ولده: الأصمعيّ " الرَّاوية "، عبد الملك بن قُريب بن عبد الملك بن عليّ بن أصْمَع، وشُهرته " تُغني عن وصفه " كل " هذه " الألفاظ، فهي تخفيف، لقولهم: عَبد شَمس.
فأما إذا نسبوا، فإنهم يقولون: عَبْشَمْسِيّ، مُسكن الباء. إِلا أن يكون " التخفيف " قد " جرى بتحريكها "، فتُحَرَّك من المنسوب أيضاً.
وقد يقال: عَبُ الشَّمْس، بوزن " أبو الشَّمس "، وأنشد ابن دُريد: إذا ما رأَت جَرْماً عَبُ الشَّمس شمَّرتْ إلى زِمْلها والجارِيُّ يقودها.
قال ابن دُريد: وجارِم: بطن من بني سعد، " وصدق. جارُم " وهو تيم اللات بن مالك بن بكر بن سعد بن ضَبَّة.
" عَصَبَة ": في تميم: العَصَبَة بن امرئ القيس بن زيد مَناة بن تَميم، منهم: عَدِيّ بن زيد حَمَّاد بن زيد بن أيُّوب بن مَجْروف بن عامر بن العَصَبَة، كان سعى للنُّعمان في ولاية الحيرة، ثم قتله النُّعمان، ثم قَتَل كِسرى النُّعمان. وعديٌّ بن زيد القائل:
ألا يا ربما عَزَّ ... خَليلي فتهاوَنَتْ
ولو شِئْتُ على مَقْدَ ... رة مِنِّي لعاقبتُ
وقد يَعلم أني أصْ ... دُق القولَ إذا قلتُ
وإني لابنُ سَادَاتٍ ... كرامٍ لهُم سُدْتُ
فلم أعْجِز ولن عدَّ ... وني فتعلَّمتُ
قال الكلبي: لا أعرف في الجاهلية من العرب أيوب " وإبراهيم " إلا أيوب بن مجروف، وإبراهيم بن أيوب.
قال: وذلك لمكان النصرانيّة فيهم.
" عُصَيَّة ":