للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حال بينه وبينه، ومن استطاع منكم أن لا يجعل في بطنه إلا طيبا فإن أول ما ينتن من الإنسان بطنه". (١)

١٤ - حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " يخرج عنق من النار يتكلم يقول: وكلت اليوم بثلاثة، بكل جبار، وبمن جعل مع الله إلها آخر، وبمن قتل نفسا بغير نفس، فينطوي عليهم فيقذفهم في غمرات جهنّم ". (٢)

١٥ - حديث ابن عباس - رضي الله عنه - ما قال: سمعت نبيكم يقول: " يأتي المقتول متعلقا رأسه بإحدى يديه، متلببا قاتله بيده الأخرى تشجب أوداجه دما، حتى يأتي به العرش فيقول المقتول لربّ العالمين هذا قتلني فيقول الله للقاتل: تعست ويذهب به إلى النار". (٣)

وجه الشاهد: في حديث- جندب - رضي الله عنه - وأبي سعيد - رضي الله عنه - وابن عباس - رضي الله عنه - السابق عقوبة القتل في الآخرة، وحال المقتول مع القاتل عند الله، وهذا يدل على عظم شأن الدّماء عند الله عز وجل، وحرمة انتهاكها.

وهذه الأحاديث تحمل على حال عدم التوبة كما هو مذهب الجمهور، جمعا بين النصوص وإعمالا للآية.

١٦ - حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - ما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " دخلت امرأة النار في هرة ربطتها، فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض" وفي رواية لهُما عذّبت امرأة في هرة،

سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها وسقتها، إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ". (٤)

والخشاش: " الهوام ودواب الأرض وما أشبهها ". (٥)


(١) معجم الطبراني الأوسط: باب جندب بن جنادة، ج ٨، ص ٢٣٣، برقم ٨٤٩٥، وشعب الإيمان: باب تحريم النّفوس والجنايات عليها، ج ٧، ص ٢٦٠، برقم ٤٩٦٦، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، ج ١٣، ص ١٨٢، برقم ٣٣٧٩.
(٢) مسند أحمد: حديث أبي سعيد الخدري، ج ١٧، ص ٤٥١، برقم ١١٣٥٣، وصحّحه الألباني في السلسلة الصحيحة ج ٦، ص ١٩٨، برقم ٢٦٩٩.
(٣) المعجم الأوسط: الطبراني، باب من اسمه العباس، ج ٤، ص ٢١٦ برقم ٤٢١. وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ج ٦، ص ١٩٦، برقم ٢٦٩٧.
(٤) صحيح البخاري: كتاب بدء الخلق، باب خمس من الدواب فواسق يُقتلن في الحرم، ج ٤، ص ١٥٧، برقم ٣٣١٨، صحيح مسلم: كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم تعذيب الهرة ونحوها من الحيوان الذي لا يؤذي، ج ٤، ص ٢٠٢١، برقم ٢٢٤٢.
(٥) غريب الحديث: القاسم بن سلام الهروي، تح: محمد عبد المعيد خان، دار الكتاب العربي: بيروت، ط (١) ١٣٩٦ هـ، ج ٣، ص ٦٣.

<<  <   >  >>