للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فنقول: هناك مجالان ملحوظان في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله:

مجال الدعوة العامة: وهذا واجبٌ على كل مسلم أينما كان، يذكّر بالله وينصح المسلمين، وإذا رأى منكراً أنكره، وإذا رأى معروفاً أثنى على صاحبه، وهذا ما نأخذه من الآيات الصريحة في إيجابه على الجميع.

ومجال الدعوة الخاصة: وهي الدعوة المتخصصة المتعمقة، التي يُشترط لها العلم والمعرفة، فيقوم بها المؤهَّلون من العلماء والدعاة، في خطبهم ودراساتهم وأبحاثهم ومحاضراتهم، وهذا نأخذه من آية آل عمران: {ولتكن عنكم أمة} - باعتبار أن " مِن " للتبعيض.

هذا ولا يلزم أن يكون كل مسلم ملمّاً بالعلوم والأحكام، بحيث نشترط هذا لقيامه بواجب الدعوة. فكل مسلم يدعو بمقدار جهده ومعرفته، وينشر من العلم ما اطلع عليه وتعلمه، ويبين للآخرين ما وصل إليه من أحكام الحلال والحرام.

وبهذا يتفاوت مقدار الواجب في الدعوة على المسلمين -بعد اتفاقهم في أصل الوجوب- فكلٌّ يدعو بالمقدار الذي يستطيعه، ويعلمه، ويقدر عليه.

المهم أن الدعوة إلى الله واجبةٌ على الجميع، والأمرَ بالمعروف والنهي عن المنكر تكليفٌ لكل مسلم ومسلمة. {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

***

<<  <   >  >>